ومالي لا أعبد الذي فطرنيرحلة العبودية للخالق عز وجل
"وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (يس: 22)، هذه الآية الكريمة تطرح سؤالاً وجودياً عميقاً يلامس قلب كل إنسان: لماذا لا أعبد الذي خلقني وأوجدني من العدم؟ إنها دعوة للتأمل في حقيقة العبودية لله تعالى، والاستجابة الفطرية التي زرعها فينا منذ أن نُفخ فينا من روحه. وماليلاأعبدالذيفطرنيرحلةالعبوديةللخالقعزوجل
معنى العبودية في الإسلام
العبادة في الإسلام ليست مجرد طقوس وشعائر، بل هي منهج حياة متكامل. إنها الخضوع الكامل لله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، في السراء والضراء، في الرضا والسخط. العبودية الحقيقية تعني أن يكون القلب معلقاً بالله، والجوارح منقادة لأمره، والعقل مستسلماً لحكمته.
لماذا نعبد الله؟
- الفطرة السليمة: خلق الله الإنسان على فطرة التوحيد، كما قال النبي ﷺ: "كل مولود يولد على الفطرة" (متفق عليه). العبادة هي استجابة لهذه الفطرة النقية.
- الاعتراف بالنعمة: من أنعم علينا بالوجود والحياة والإدراك إلا الله؟ فالعبادة هي أقل تقدير لهذه النعم الجليلة.
- تحقيق الغاية: لم نخلق عبثاً، بل لعبادة الله كما قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56).
ثمار العبودية
- الطمأنينة القلبية: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).
- النجاة في الدنيا والآخرة: العبادة تحفظ الإنسان من الضلال وتكون سبباً في دخول الجنة.
- القوة المعنوية: العابد لله يشعر بأنه تحت رعاية القوي العزيز، فلا يضعف أمام المصاعب.
كيف نعبد الله حق عبادته؟
- إخلاص النية: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (متفق عليه).
- المتابعة للسنة: لا تقبل العبادة إلا بما وافق شرع الله وسنة رسوله ﷺ.
- الدوام والاستمرار: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
ختاماً، فإن السؤال "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي" يجب أن يكون نبراساً لكل مسلم يبحث عن الحقيقة. فالعبادة هي شرف العبد وكرامته، بها يسمو ويرتفع إلى مقام القرب من الرحمن. فلنحرص على أن تكون حياتنا كلها لله، ولنكن من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، الذين يعبدونك كأنهم يرونك، فإن لم يكونوا يرونك فإنك تراهم.